قال المصنف: [مع أنه صلى الله عليه وسلم قد وصف نفسه بأنه يحب أشخاصاً] إذاً: المحبة التي هي أعم من الخلة ثابتة بالنسبة لله سبحانه وتعالى، وكذلك بالنسبة لرسوله صلى الله عليه وسلم، قال رحمه الله: "كقوله لـمعاذ: {إني لأحبك} " وذلك في الحديث المشهور الذي فيه: قال صلى الله عليه وسلم لـمعاذ رضي الله عنه: {يا معاذ ! والله إني لأحبك، فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك}.
قال رحمه الله: [وكذلك قوله للأنصار] أي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في الأنصار: {من أحب الأنصار فبحبي أحبهم}، وكان يقال لـزيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنه أسامة بن زيد حبه وابن حبه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحبهما؛ لأن زيداً اختار المصطفى صلى الله عليه وسلم على أهله، وكان من أوائل من آمن به، فكان صلى الله عليه وسلم يحبه، وكذلك يحب ابنه أسامة.
وقال: "وقال له عمرو بن العاص : {أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة ؟ قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها} .
فعلم أن الخلة أخصُّ من مطلق المحبة".